قامر برأسه كأنه الوردة
اختار الشاعر عبد المحسن يوسف، أن يقوم بإعداد هذا الكتاب عن مولانا جلال الدين الرومي، ويصفه بأنه "يشمل ومضات تشبه قصيدة النثر الحديثة وتتجاوزها بكثير". وذلك حرصًا منه ألا تبقى حبيسة المجلدات الضخمة التي لا تكون في متناول أيدي القراء، على أمل أن تسهل على المتلقي العثور على الكنوز الفاتنة في كتاب واحد.
وعن رحلته مع الكتاب، يقول "يوسف": اشتغلت
عليه بهدوء مدة ست سنوات. في البدء اخترت الومضات لنفسي، ووضعتها في دفتر، بعد ذلك
اخترت مما اخترت، واستبعدت الومضات العقلانية واكتفيت بالومضات التي تشتمل على شعر
حقيقي وعميق وعاش ويعيش في الزمن. ثم قلت لنفسي: لا تكن أنانيًا وانشر هذه
المختارات في كتاب.
وعندما سألته عما دفعه لبذل كل هذا الوقت والجهد لإعداد الكتاب، قال: أردتُ أن أقول إن الحداثة الشعرية شهدت النور منذ قرون على أيدي جلال الدين الرومي وسواه، وأن كثيرا من رواد الحداثة في عالمنا العربي وفي العالم، وخصوصًا رواد قصيدة النثر، استفادوا كثيرا من تجربة الرومي، ويأتي على رأسهم أدونيس، وسان جون بيرس، سركون بولص، وقاسم حداد.
واحتوى
الكتاب على 790 ومضة قصيرة، وصدر في القاهرة عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة
والنشر.
وعبد
المحسن يوسف، شاعر وصحفي من السعودية، عمل في الصحافة أكثر من 30 عاما، حيث كان
مديرا لتحرير "عكاظ الأسبوعية"، ومشرفًا على القسم الثقافي بها.
صدر له
ديوانين، الأول بعنوان "نخيلك مثقل، يداي فارغتان"، والثاني بعنوان
"ما يشبه آمالًا زهيدة".
ومن نصوص الكتاب، التي مر عليها أكثر من 8 قرون:
ومن نصوص الكتاب، التي مر عليها أكثر من 8 قرون:
1
ثمة جواسيس كثيرون في تلك الناحية من الجسد.
2
إياك أن تعتبر فتح كتاب الجسدأمرا سهلا.
3
إن موتنا حفل عرس خالد.
4
حينما نظرت إلى نفسيلم أر نفسي.
5
جعل من الهواء كرسياوجلس.
6
الحزن،بمثابة المرآة.
7
من خمر اللامكانثمل المكان.
8
أنت طائر نفسك،وفخ نفسك.
9
لا أقداح،لكن خمرا تدور.
10
من صوتهكان الطير يحلق.
11
حينما ترى الوردة أن هناكنية للكلام يهرب اسمها.
12
عندما تروح في النومإنك تنتقل من جوار نفسك
إلى جوار نفسك.
13
إنه مجنون ذلك الذي
لم يصبح مجنونا.
14
هذه الدنيا ملعب،والموت هو الليل.
15
الميولكالكلاب النائمة
16
إن من هذا الطريق الذيلا طريق فيه،
ذهابنا.
17
قامر برأسهكأنه الوردة
ضاحكا وسعيدا
18
صار منحنياكحرف الدال
19
دعك من المعدة،وتبختر صوب القلب.
20
ما هذه الجرة ؟ إنها جسدنا المحدود
وفيها ماء حواسنا المالح.
تعليقات
إرسال تعليق