رجل الحواديت

آمال عويضة، مراية، رضوى فرغلي، الهيئة العامة لقصور الثقافة


قدام مرايتي باشوف وشّ وجسد يشبهوا صورتي اللي في الكاميرا، وعمري ما فكرت أصبغ شعري، أو أبدل لون عيني أو جلدي، باحاول أكون شبه نفسي اللي اتولدت بيها، ومش عايزة أغير شكلها، مع إني عمالة باغير في روحها وجنانها، وبرضو مش عارفة.

الحق، باتغير شوية بس مش بطريقة جذرية، يمكن أكون بقيت أهدى، أو خبرتي خلتني أذكى، باتمنى. بس لسة عُقد الأهل، والمجتمع خنقاني، ومش قادرة أعمل حاجات كتير في البلد ديه اللي سجناني، بعقدة محبة غريبة عجيبة، محتاجة الفلك والتبسيط.

باتمنى رجل الحواديت إياه يكون عنده نفس العين، وعنده نفس الودن، أو ممكن نشبه بعض تمام راس وإيد ورجل ومع ذلك مختلفين بسبب لون وجنس وعرق أو قلب بينبض مزيكا لما يحب، ومانعرفش ليه وإزاي؟.

عموما هو الواحد منا ولا الواحدة، يعرف إيه عن نفسه غير الإسم، وشوية ذكريات، وعقد تشبه صورته وتاريخ عيلته وبلده المختار تبعا للصدفة المعروفة أسرارها للجالس فوق في السموات.

أنا عن نفسي إسمي آمال، أربع حروف مرصوصين جنب بعض، لازقين في سقف أوضة روحي ومتعلقين في شجرة جنب كل أسامي الخلق .........

أنا اسمي آمال وماليش أفعال ملاكي، غير إني كل ما أشوف حد صدفة في أيوتها حتة أو أقابل نفسي غصب عني أو عمدا كل صباح وأبص لصورتي أقول ببساطة: "أنا إسمي آمال ومايصحش كده أبكي والا أكشر، يعني إسمي نصيبي وقدري، وحملي المصلوب على ضهري بيوحد الديان".
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

(من كتاب: رجل الحواديت / آمال عويضة / الهيئة العامة لقصور الثقافة / القاهرة 2014)

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أطفال الجنة .. حذاء صغير وقلوب كبيرة

أربع نساء يبحثن عن الحب

11 طريقة تعرف بها أن شريك حياتك يحبك