ابني مكتئب .. كيف أتصرف؟
وصلتني استشارة نفسية، تقول صاحبتها:
السلام عليكم يا دكتورة
أرجو من حضرتك مساعدتي. لدي ولد وبنت وزوجي يعمل في دولة خليجية .. من فترة 15 يوم اكتشف زوجي أنه يعاني من سرطان العظام، اتصل على ابني (9 سنوات) وقال له: أنا مريض وهاموت وإنت لازم تكون راجل البيت وتأخذ بالك من أمك وأختك".
ابني حساس جدا ومتعلق بوالده وتأثر جدا بمرضه ودخل في حالة اكتئاب وانعزال .. لا بيروح المدرسة ولا بياكل ولا بيكلم أحد .. مافيش غير البكاء.
أنا خايفة علي ابني .. غيرت له جو .. وديته أماكن بيحبها .. عزمت أصحابه عندنا في البيت، لكن للأسف مافيش أي تفاعل منه .. مش عارفة أتعامل معاه.
-----------------------------
بداية، شكرا لتواصلك وثقتك
واضح جدا أن الأب كان تحت تأثير صدمة المرض، لذلك تصرف بطريقة انفعالية لا تتناسب وعمر الطفل وقدرته النفسية على التحمل، كان يجب عليه أن يتحدث معكِ أولا لتتفقا على أسلوب مناسب لإخبار الأولاد بمرضه، وتقويتهم عاطفيا بحيث يتحملوا صدمة الخبر، من منطق إشراكهم في الحياة بحلوها ومرها وتعوديهم على مواجهة الأزمات ومساندة الأب.
أما الطريقة التي عرف بها الابن جعلته يشعر أنه على وشك فقدان أبيه الذي يحبه وبالتالي مواجهة الحياة بدونه والشعور بالفراغ العاطفي وقلق الفقد والتوتر الشديد، علاوة على إحساسه بالعجر عن دفع المرض عن والده وبالتالي قلة الحيلة وشعور بالاكتئاب، وهو ما أدى لعزلته وعدم رغبته في الذهاب للمدرسة أو الخروج من البيت أو الاندماج مع أصحابه.
من المهم أن يتواصل الأب معه من جديد بطريقة هادئة ومتفائلة، ويحاول أن يفهمه أنه بصحة جيدة، وأنه يحب أن يكون ابنه رجلا وناجحا في دراسته وسعيدا في حياته، وكلما استطاع الولد تحقيق ذلك، كلما زاد ذلك من قوة الأب وأصبح من السهل أن يتغلب على مرضه. وأن الموت غير مرتبط بالضرورة بالمرض فربما يحدث لأشخاص صغار وأصحاء، وأن أي مرض يحتاج إلى علاج ومساندة من حولنا، ويحتاج أن نكون أقوياء في مواجهته وقادرين على استكمال حياتنا.
قوة ابنك من قوتكم وتحديدا قوة أبيه .. ولا يجب أبدا أن نحمل أبنائنا فوق طاقتهم أو نخلق داخلهم شعورا بالذنب والتقصير والعجز، هم يستمدون منا الثقة والقدرة على مواجهة الحياة، وليس من صالحهم أن يروا مواطن ضعفنا دائما أو نجعلهم يقفزوا على أعمارهم.
استمري في محاولاتك لإخراجه من حالة الحزن والعزلة، وناقشي الأمر بجدية مع الأب ليحاول تصحيح موقفه، وأذا وجدتِ نفسك غير قادرة على ذلك أو أن الأب غير متفهم لهذه الأمور، راجعي معالج نفسي.
أمنياتي للأب بالشفاء .. وللطفل بالصحة النفسية الدائمة
تحياتي
السلام عليكم يا دكتورة
أرجو من حضرتك مساعدتي. لدي ولد وبنت وزوجي يعمل في دولة خليجية .. من فترة 15 يوم اكتشف زوجي أنه يعاني من سرطان العظام، اتصل على ابني (9 سنوات) وقال له: أنا مريض وهاموت وإنت لازم تكون راجل البيت وتأخذ بالك من أمك وأختك".
ابني حساس جدا ومتعلق بوالده وتأثر جدا بمرضه ودخل في حالة اكتئاب وانعزال .. لا بيروح المدرسة ولا بياكل ولا بيكلم أحد .. مافيش غير البكاء.
أنا خايفة علي ابني .. غيرت له جو .. وديته أماكن بيحبها .. عزمت أصحابه عندنا في البيت، لكن للأسف مافيش أي تفاعل منه .. مش عارفة أتعامل معاه.
-----------------------------
بداية، شكرا لتواصلك وثقتك
واضح جدا أن الأب كان تحت تأثير صدمة المرض، لذلك تصرف بطريقة انفعالية لا تتناسب وعمر الطفل وقدرته النفسية على التحمل، كان يجب عليه أن يتحدث معكِ أولا لتتفقا على أسلوب مناسب لإخبار الأولاد بمرضه، وتقويتهم عاطفيا بحيث يتحملوا صدمة الخبر، من منطق إشراكهم في الحياة بحلوها ومرها وتعوديهم على مواجهة الأزمات ومساندة الأب.
أما الطريقة التي عرف بها الابن جعلته يشعر أنه على وشك فقدان أبيه الذي يحبه وبالتالي مواجهة الحياة بدونه والشعور بالفراغ العاطفي وقلق الفقد والتوتر الشديد، علاوة على إحساسه بالعجر عن دفع المرض عن والده وبالتالي قلة الحيلة وشعور بالاكتئاب، وهو ما أدى لعزلته وعدم رغبته في الذهاب للمدرسة أو الخروج من البيت أو الاندماج مع أصحابه.
من المهم أن يتواصل الأب معه من جديد بطريقة هادئة ومتفائلة، ويحاول أن يفهمه أنه بصحة جيدة، وأنه يحب أن يكون ابنه رجلا وناجحا في دراسته وسعيدا في حياته، وكلما استطاع الولد تحقيق ذلك، كلما زاد ذلك من قوة الأب وأصبح من السهل أن يتغلب على مرضه. وأن الموت غير مرتبط بالضرورة بالمرض فربما يحدث لأشخاص صغار وأصحاء، وأن أي مرض يحتاج إلى علاج ومساندة من حولنا، ويحتاج أن نكون أقوياء في مواجهته وقادرين على استكمال حياتنا.
قوة ابنك من قوتكم وتحديدا قوة أبيه .. ولا يجب أبدا أن نحمل أبنائنا فوق طاقتهم أو نخلق داخلهم شعورا بالذنب والتقصير والعجز، هم يستمدون منا الثقة والقدرة على مواجهة الحياة، وليس من صالحهم أن يروا مواطن ضعفنا دائما أو نجعلهم يقفزوا على أعمارهم.
استمري في محاولاتك لإخراجه من حالة الحزن والعزلة، وناقشي الأمر بجدية مع الأب ليحاول تصحيح موقفه، وأذا وجدتِ نفسك غير قادرة على ذلك أو أن الأب غير متفهم لهذه الأمور، راجعي معالج نفسي.
أمنياتي للأب بالشفاء .. وللطفل بالصحة النفسية الدائمة
تحياتي
