الزوجات ضحية الفراغ الجنسي
كثير من النساء يفتقدن
الإشباع الجنسي مع أزواجهن لأسباب متباينة ومعقدة، مما يضطرهن في أحسن الأحوال إلى
ممارسة الاستمناء كإشباع بديل أو مُكمل، أو حل هروبي من الوحشة والفراغ الجنسي أو
خشية الانحراف والوقوع في المحظور.
وصفت لي إحداهن معاناتها
من زوجها الذي ينهي علاقتهما الجنسية في وقت لا يمتد لأكثر من عشر دقائق، مدة لا
تساوي في نظرها الوقت الذي تأخذه في زينتها أو النقود المدفوعة لتهيئة نفسها للقاء
حميم. فهو ينهي هذا الفعل الذي يقوم به كأنه تلميذ يؤدي واجباته المدرسية الروتينية
دون اعتبار لرغبتها أو وصولها لنشوة الجماع، ليتركها فريسة للجنس الذاتي.
قد يقول البعض أنها مشكلة
فردية أو لا تستحق الاهتمام، لكن الدراسات المتخصصة تؤكد عكس ذلك، حيث يشير Fredric Allis إلى أن حوالي
72% من المتزوجين، و68% من المتزوجات يمارسون الاستمناء، وأن ما يقرب من 76% من
النساء لا يبلغن النشوة الجنسية Orgasm أثناء الجماع، وأن 89% منهن يصلن إليها
بمساعدة أنفسهن.
معظم الرجال لا
يجيدون إيقاظ الشهوة الغافية في جسد زوجاتهم، ولا يعطون أنفسهم الفرصة لاكتشاف جغرافية
ذلك الجسد. وتقف المرأة حبيسة الخجل أو الخوف من المواجهة، أو المطالبة بحقوقها
الجنسية، فقد يواجه الطلب بالسخرية، أو الاستنكار، أو اللامبالاة من شريكها، وقد
يصل الأمر إلى حد اتهامها بقلة الأدب وعدم الحياء كونها تهتم بالمتعة الجنسية أو
التصريح برغباتها.
يزداد الوضع سوءً إذا
حاولت الزوجة منح زوجها مفاتيح جسدها ومشاركته فنون الجنس والبعد عن الطرق التقليدية
للوصول لأقصى درجة من المتعة. هنا يرتبك بعض الأزواج إذا اكتشف امتلاك زوجته خبرات
جنسية تفوق توقعاته، الأمر الذي يهدد الحياة الزوجية أحيانا.
ويبقى السؤال ألا توجد
نقاط التقاء بين الزوجين لتحقيق أكبر قدر من المتعة المشتركة، بعيداً عن الانعزال
داخل المتعة الفردية الناقصة؟.
· أولى
نقاط الالتقاء هي المقدمات الجنسية التي تلعب دوراً مهماً في التواصل الحميم بين
الزوجين، وفهم الجسد وإتقان لغته الحساسة التي تتجاوز كل اللغات، مثل القبلات والأحضان،
الغزل، الملامسة، الألعاب الجنسية، العنف في حده المقبول من الطرفين. فبقدر ما تتم
استثارة الجسد ومعرفة مناطقه وعتبات إحساسه، بقدر ما تتحقق المتعة المشتركة.
· غالباً
في بداية التواصل الجنسي تكون شهوة الرجل كبيرة والزمن المستغرق للوصول للذة
قصيراً .. لكن في المرات التالية في اليوم ذاته تقل الرغبة ويزيد الزمن
المستغرق للوصول للذة. أما المرأة فتجري معها الأمور بشكل مختلف، ففي الجماع الأول
تكون شهوتها ضعيفة والزمن المستغرق للشعور باللذة طويلاً ولكن في المرات التالية
تصبح شهوتها عنيفة والزمن المستغرق للشعور باللذة قصيرا.
· لذا
فإن فهم هذا الاختلاف يجعل التناغم الجنسي أمرا سهلاً حين يكثر الرجل من المقدمات
والمداعبات قبل الجماع لتصل إلى نفس مستوى عنف الشهوة عنده فيحققان النشوة معاً ..
فالجنس ليس معادلة جمع حسابي بين جسدين مختلفين وإنما تجاذب بين جسدين يتجاوبان
لخلق حالة تناغم مشتركة. أي ليس عزفاً منفرداً بين زوجين يعطي كل منهما ظهره
للآخر، بل أوركسترا رائعة يقودها الشريكان معاً.
تعليقات
إرسال تعليق