الأستاذ الإنسان

حسين عبد القادر، رضوى فرغلي، أستاذ، معلم، طالب
مع أستاذي: حسين عبد القادر
أستاذ علم النفس والتحليل النفسي.
إنسان يمتلك كبرياء العلماء، ونزاهة النبلاء
لم يتلقَّ يوماً أية هدايا، من أى نوع، لأى سبب، من طالب علم لديه.
علمنى كيف أحترم نفسى، فيحترمنى الآخر، كيف أتمسك بمبادئى، ولا أقف فى "الطابور" سعياً وراء الفرصة.
أتذكر يوماً كان مريضاً، أعطاه الله الصحة والعافية، فذهبتُ أسأل عنه، وكنت آنذاك قد انتهيت من دراستي الجامعية ولكنه يشرف عليّ فى الماجستير، رفض أن يقبل مني الهدية وأصر أن أعود بها.
وفى المقابل لا يتوانى لحظة عن دعم طلابه، فى الوقت الذى كان بعض الأساتذة يطرد الطالب من المحاضرة لعدم شراء الكتاب الجامعى، أو يطبع البعض الآخر كتابه بلون فسفورى حتى يتعذر على الطالب الفقير تصويره.



درست التحليل النفسي حوالي 9 سنوات في مرحلتي الجامعة والماجستير، وأردت أن أدرس مناهج ونظريات علاجية أخرى في علم النفس، فاتجهت لجامعة القاهرة باعتبارها جامعة محببة لي وعلى رأس الجامعات المصرية المهمة، والتي تعنى بشكل أساسي بعلم النفس السلوكي المعرفي. وكانت العقبة أنني لست ابنة الجامعة أو الجامعات التي تدرس توجهها العلمي. لكنني لم أيأس وطلبت مقابلة رئيس قسم علم النفس في وقتها. ظلت العقبة تحاوطني حتى عرفوا أنني تلميذة د. حسين عبد القادر. قيل لي وقتها: تختلف جامعة القاهرة عن جامعة عين شمس في قناعاتها العلمية، لكنها مع ذلك من المستحيل أن تتجاوز أساتذة بصموا بشخصيتهم الإنسانية والعلمية في تاريخ علم النفس، أساتذة لا يعلموا مناهج ولا يُدَرسوا كتبا فقط، وإنما يربوا مبادئ تتجاوز كل الاختلافات.


وبعد هذه المقابلة تم قبولي كطالبة دكتوراه، والتي حصلت عليها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، بحضور أستاذي ومٌعلمي حسين عبد القادر .. وحسب معلوماتي أنني كنت أول طالبة تدرس في قسم علم النفس/ جامعة القاهرة على خلفية دراستها للتحليل النفسي تبعا لمناهج جامعة عين شمس.


حسين عبد القادر هو كلمة السر في حياتي العلمية، الذي رغم انتهاء دراستي المباشرة معه، إلا أنه كان ولا يزال لي موجها حين أتعثر، مفسرا عندما يصعب السؤال، مساندا عندما تشتد الأزمات.


هكذا يكون الأستاذ الذي يشكل وعي ويبني شخصية ويحمي من التيه. هذا الرجل النزيه والإنسان المتعفف دائما حتى عن ما يبدو مشروعا، والقامة العلمية، والمُفكر والفيلسوف .. يعيش بسيطا .. متواضعا .. لا ينتظر .. ولا يتوقع .. ولا يطلب.
أنا الآن أعمل مُعالجة نفسية وأطبع كتابي الرابع وأتلقى دعوات لمؤتمرات علمية دولية مهمة، ودائما أحمد لله وأؤكد أنني مدينة له بجزء كبير من نجاحي المهني والعلمي.

محبة مني لروحك وقلبك .. ودمت بصحة وراحة بال

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أطفال الجنة .. حذاء صغير وقلوب كبيرة

أربع نساء يبحثن عن الحب

الموت هرباً من الضرب