المتشائمون مغناطيس التعاسة
ألتقي كثيرا
أشخاصاً دائمي الشكوى من الحياة وظروف العمل الضاغطة، والأمراض التي يتوهمون
الإصابة بها، أو التذمر من وضع أسري واجتماعي سيء.
لا أقصد هنا
الحوار الحميمي بين الأصدقاء حين ينفسون عن همومهم ومشكلاتهم الحياتية التي لا مفر
منها.
بل قصدت ذلك
الطقس اليومي الرتيب حين يعتاد الإنسان الشكوى ونبرة التشاؤم وعدم القدرة على
الاستمتاع بمباهج الحياة، والندم على ما فات، وفقدان الثقة في المستقبل، خاصة إذ
لم يرتبط ذلك بأحداث موضوعية أو حقيقية، حيث نرى إنسانا يتمتع بالصحة، والوظيفة
الجيدة، والاستقرار الأسري، ومع ذلك يكون دائم الشكوى والرفض والاستياء من الحياة.
هؤلاء
المتشائمون الذين لا يمكنهم الخروج من دائرة الإحباط، يتحولون إلى مغناطيس جاذب لكل
التعاسة والكآبة والمرض والمشكلات المختلفة لأنفسهم وللآخرين القريبين منهم.
تكمن المشكلة
حين تقترب من هؤلاء وتلتصق بهم، فلا تستطيع الفرار من شرك التشاؤم والحزن
الدائمين، ولن يكون هناك أي أفكار جديدة أو مبدعة تحفزك للمضي قدما نحو أهدافك
الإيجابية. وإذا أردت تطوير حياتك والسعي نحو الأفضل فإنهم يحبطون من عزائمك، أو
على الأقل لا يساندونك بالقدر الكافي.
لذا عليك أن تحدد نوعية الأصدقاء الذين تختارهم، وأهمية الوقت الذي تقضيه معهم.
وأنا أتفق مع
ما يقوله "اندرويل" صاحب كتاب "الشفاء التلقائي" الشهير، فيما
يلي:لذا عليك أن تحدد نوعية الأصدقاء الذين تختارهم، وأهمية الوقت الذي تقضيه معهم.
*ضع قائمة بالأصدقاء والمعارف الذين تشعر في صحبتهم بمزيد من النشاط والسعادة والتفاؤل.
*اختر واحداً منهم تقضي معه بعض الوقت هذا الأسبوع.
*اكتب الأفكار التي تحدثتم عنها وإمكانية استفادتك منها على المستوى الشخصي
*لا تقتصر على الذهاب إلى المقهى والمشاركة في الثرثرة والقيل والقال السلبي لأن هذه لعبة الأشخاص الذين ليس لديهم هدف واضح في الحياة، حتى لا تستنفد طاقتك في لاشيء.
*تجنب الأصدقاء الذين لا يساندون أو يؤيدون التغيير في حياتك، لأن كل تغيير تقوم به سوف يثير فيهم الغيرة والخوف، وكأنه يذكرهم بعدم قدرتهم على الإنجاز، وشيئا فشيئا سوف يعيدونك إلى ما كنت عليه من قبل.
*تعرف على المتفائلين والناجحين، فهذا يجعلك تكتشف المزيد من إمكانيات الحياة، وتنفتح أمامك نوافذ الأمل.
تعليقات
إرسال تعليق