استشارة نفسية: أنا وأبناء زوجي
منذ طفولتنا ونحن نقرأ قصص سندريلا وبياض الثلج ونتعاطف
معهن ضد زوجة الأب الشريرة فترسخ في عقولنا معلومة مفادها أن زوجة الأب ماهي إلا مخلوق
شرير يتحين الفرص للتخلص من أبناء الزوج، عزز هذه الفكرة كم من القصص التي نسمعها ونراها
حولنا .. لذلك لم أتمنى شيئا في حياتي - منذ طلاقي من زوجي الأول
- سوى أن لا أكون زوجة أب. لكن سبحان الله فمن يخاف العفريت يطلعله على رأي المثل الشعبي.
اضطرتني الظروف لقبول هذا الشيء .. ورغم معاملة زوجي
الحسنة إلا أنني بت أندم على هذا الزواج بسبب أبناء زوجي. هم أكثر طفلين (٩ سنين و ٧ سنين) عنيدين ومدللين
رأيتهما في سنوات عمري الثلاثين اللواتي قضيت منهن ٦ سنوات في العمل مع الاطفال لكن
لم أرى مثيلا لهما في قلة الطاعة.
زوجي
ووالدته قاما بإفساد الطفلين بالدلال وهما بذلك يعوضانهما عن فقدان والدتهما (والدتهما
مطلقة تعيش قريبا من المنزل) .. بعد زواجي بيومين عاد أبناء زوجي إلى البيت رغم
تحذيرات جدتهم ووالدهم لهما بعدم الرجوع الى البيت في الوقت الحاضر لكنهما جاءا إلى
البيت ومنذ ذلك اليوم بدأت معاناتي، فمن قلة الطاعة ومخالفة الأوامر إلى الافتراء والكذب عن أمور
فعلتها معهما يتهماني بأني ضربتهما وأني أقول لهما ألفاظا غير لائقة، كذلك فما أن
يريان والدهما دخل معي إلى غرفة النوم حتى تبدا الاقتحامات للغرفة بسبب وبدون سب، لا
أستطيع خلال وجودهما النظر الى زوجي أو تبادل الابتسامات، وهما دائما يطلبان من
زوجي النوم بجانبهما وعدم النوم بجانبي رغم وجود جدتهما معهما في الغرف، بل إن
زوجي ارضاء لهما تركني أنام وحيدة في غرفتي مدة شهرين كاملين وكان ينام في غرفتهما.
أصبحت حياتي جحيما، فبعد أن كنت ناشطة في المجتمع، أعمل
وأشترك في الصالونات الادبية، أجلس في بيتي الآن ولا أستطيع القيام بأي نشاط سابق
بسبب الأولاد, زوجي وحماتي يخرجان من البيت منذ الصباح ولا يعودان إلا في المساء ويتركان
الأولاد عندي، وأعاني معاناة شديدة فأنا في كل لحظة أشعر أن طلاقي قادم بسبب
افتراءات أبنائه.
لم أترك طريقة إلا واستعملتها حتى أكسب ودهما لكن
دون جدوى، إذا صدف وخرج معي زوجي إلى مكان ما، تقوم الدنيا ولا تقعد ويبدآن في
البكاء والصراخ، ويحاولان إثارة شفقته بأن يذكران أمامه أن أخوالهما وأمهما
يضربانهما عندما يذهبان إلى هناك. لم أترك بابا يساعدني في حل مشكلتي إلا طرقته، من
مراجعة أخصائية اجتماعية إلى قراءة كتب حول الموضوع، كل المحاولات باءت بالفشل! ماذا
أفعل؟
-------------------------
لصاحبة الاستشارة أقول:
صباح الخير .. شكرا لثقتك ومتابعتك
** تضطرنا الحياة أحيانا لقبول ما كنا نظن أننا لن نقبله أبدا، لذلك في مثل هذه الحالة علينا أن نوازن بين المميزات والعيوب، بين ما نحصل عليه وما ندفعه من فواتير نفسية واجتماعية.
** هذا الوضع الأسري الذي تحكي عنه، غالبا سيستمر ما لم يكن للأب دورا حاسما في تحجيم تدخل الأبناء في حياتك، وأيضا ما لم تحاول الجدة مساعدتك وتحمل بعض المسئوليات التربوية عنكِ، هذا إذا كان وجود الأطفال معك ضروريا ولا يمكن عودتهما إلى أمهما نهائيا ويكون وجودهما عندك على شكل زيارات دورية فقط وبموافقتك واستعدادك.
** اجلسي مع زوجك بهدوء وتحدثي معه في الأمر بشكل جاد وحاسم، كلميه عن مخاوفك وافتراءات أولاده، وعن قلقك من انهيار العلاقة، وتفكيرك في الانفصال، كوني صريحة معه ولكن بأسلوب متزن وهادئ.
** اقترحي عليه أن يكون الأولاد عند أمهما طوال الأسبوع، هي تتحمل تربيتهم ودراستهم، وأعبائهم النفسية .. ويأتيا إليك في الأجازة الأسبوعية فقط. وأن حديثهما عن قسوة أمهما أو الأخوال ما هي إلا حجة للبقاء معك وتنغيص حياتك، والتي ربما تكون الأم وراءها بشكل أو بآخر، إذ من الصعب أن تقسو الأم بهذا الشكل على أولادها وتطردهم أو تسمح لأخوانها بضرب أطفالها. فربما الأطفال يبالغون في الوصف أو أنهما على اتفاق معها في هذا السيناريو كنوع من التعبير عن غيرتها من زواجك.
** حدثي زوجك أن خروجه ووالدته طوال اليوم وترك الولدين لك وحدك، أمر غير طبيعي وغير إيجابي، فإذا صح أن أمهما لا تتحملهما فكيف ستتحمليهم أنتِ بهذا الشكل ومن دون وجود أي دور للأب أو الجدة!
** الأب له دور أساسي في التربية ومن غير المقبول التخلي عنهما تماما هكذا، أين وجوده النفسي والاجتماعي في حياتهما وتفاصيلهما اليومية وتوجيههما في الحياة وتعليمهما أشياء من الصعب أن يتعلمها الطفل في السن إلا من الأب. لذلك على الأب أن يقتنع بدوره في التربية، لا من باب التخفيف عنك وإنما من زاوية الاهتمام بأولاده خصوصا في حال الانفصال عن أمهما والذي يترك أثرا نفسيا سلبيا عليهما ويحتاج إلى ذكاء كبير في التعامل معهما منه ومن الأم أيضا.
تحياتي .. أتمنى لكِ حياة هادئة
-------------------------
لصاحبة الاستشارة أقول:
صباح الخير .. شكرا لثقتك ومتابعتك
** تضطرنا الحياة أحيانا لقبول ما كنا نظن أننا لن نقبله أبدا، لذلك في مثل هذه الحالة علينا أن نوازن بين المميزات والعيوب، بين ما نحصل عليه وما ندفعه من فواتير نفسية واجتماعية.
** هذا الوضع الأسري الذي تحكي عنه، غالبا سيستمر ما لم يكن للأب دورا حاسما في تحجيم تدخل الأبناء في حياتك، وأيضا ما لم تحاول الجدة مساعدتك وتحمل بعض المسئوليات التربوية عنكِ، هذا إذا كان وجود الأطفال معك ضروريا ولا يمكن عودتهما إلى أمهما نهائيا ويكون وجودهما عندك على شكل زيارات دورية فقط وبموافقتك واستعدادك.
** اجلسي مع زوجك بهدوء وتحدثي معه في الأمر بشكل جاد وحاسم، كلميه عن مخاوفك وافتراءات أولاده، وعن قلقك من انهيار العلاقة، وتفكيرك في الانفصال، كوني صريحة معه ولكن بأسلوب متزن وهادئ.
** اقترحي عليه أن يكون الأولاد عند أمهما طوال الأسبوع، هي تتحمل تربيتهم ودراستهم، وأعبائهم النفسية .. ويأتيا إليك في الأجازة الأسبوعية فقط. وأن حديثهما عن قسوة أمهما أو الأخوال ما هي إلا حجة للبقاء معك وتنغيص حياتك، والتي ربما تكون الأم وراءها بشكل أو بآخر، إذ من الصعب أن تقسو الأم بهذا الشكل على أولادها وتطردهم أو تسمح لأخوانها بضرب أطفالها. فربما الأطفال يبالغون في الوصف أو أنهما على اتفاق معها في هذا السيناريو كنوع من التعبير عن غيرتها من زواجك.
** حدثي زوجك أن خروجه ووالدته طوال اليوم وترك الولدين لك وحدك، أمر غير طبيعي وغير إيجابي، فإذا صح أن أمهما لا تتحملهما فكيف ستتحمليهم أنتِ بهذا الشكل ومن دون وجود أي دور للأب أو الجدة!
** الأب له دور أساسي في التربية ومن غير المقبول التخلي عنهما تماما هكذا، أين وجوده النفسي والاجتماعي في حياتهما وتفاصيلهما اليومية وتوجيههما في الحياة وتعليمهما أشياء من الصعب أن يتعلمها الطفل في السن إلا من الأب. لذلك على الأب أن يقتنع بدوره في التربية، لا من باب التخفيف عنك وإنما من زاوية الاهتمام بأولاده خصوصا في حال الانفصال عن أمهما والذي يترك أثرا نفسيا سلبيا عليهما ويحتاج إلى ذكاء كبير في التعامل معهما منه ومن الأم أيضا.
تحياتي .. أتمنى لكِ حياة هادئة