أول يوم مدرسة يحدد مستقبل طفلك
مثل كل البدايات، يحفر أول يوم مدرسة
في ذاكرتنا أحداثاً من الصعب أن تُنسى. ملابسنا، حقائبنا الجديدة، كتبنا وكراساتنا
التي نقرأ ونكتب فيها حروفنا الأولى، تشبثنا بيد أمهاتنا، نبكي أو نرقب سماع
أسمائنا كأننا نولد من جديد.
يوم مهم يشكل فطاماً ثانياً للطفل،
يتعلم من خلاله اكتساب مهارات جديدة، أولها مهارة الانفصال عن أسرته الصغيرة،
خصوصاً الأم، ليخطو أولى خطواته نحو مجتمع أكبر وعالم أرحب يوثر فيه ويتأثر به
ويشكل جزءا كبيرا من شخصيته ونجاحه مستقبلاً.
قلق الانفصال
غالبا ما نفتقد رهافة الحس في
التعامل مع أبنائنا ونتخيل أن المواقف التي يمرون بها، وطريقة تعاملنا معها لن
تؤثر فيهم، ونندهش حين يتعثرون دراسيا أو يعانون بعض المشكلات النفسية. مثلا، بعض
الأسر لا تستجيب لحاجات الطفل النفسية والعاطفية بطريقة مناسبة، كإهمال طلباته وأسئلته،
أو الاستجابة لها بشكل متناقض أو مبالغ فيه، أو تجاهل مشاعره، إضافة إلى تهديده
بالحرمان منها كنوع من التأديب، ما يخلق لدى الطفل نوعا من التوتر الشديد والتعلق
المبالغ فيه بالأم طمعا في المفقود دائما، وإصابته بقلق الانفصال عنها، وبالتالي
من الصعب عليه الذهاب إلى المدرسة خوفا من فقدانها وتخيله أنه لن يراها مرة أخرى.
وهو ما يفسر البكاء الشديد والتشبث بالآباء في اليوم الأول للمدرسة وعدم الرغبة في
البقاء، ما يجعل منه يوما مأساويا وصراع بين الطفل والأسرة.
خطوات مهمة
هنا بعض الخطوات التي
تساعدك على تقليل ردة الفعل الطفل السلبية تجاه المدرسة:
1)
قومي أنت أو الأب بزيارة
المدرسة مع الطفل قبل بدء العام الدراسي، حتى يعتاد المكان ورؤية الزملاء ويستطيع
التكيف مع البيئة الجديدة.
2)
تجنبي مناقشته في
موضوع خوفه من المدرسة أو سؤاله عن مشاعره.
3)
في اليوم السابق على
المدرسة، اقضي معه وقتا في تجهيز حقيبته أو شراء أغراضه أو ترتيب ملابسه، واصنعي جوا
من البهجة والمرح احتفالا بهذه المناسبة السعيدة.
4)
اعطي طفلك أطعمة
جذابة وأدوات مدرسية تثير انتباهه، واغمريه بالحب والحنان قبل ذهابه إلى المدرسة.
5)
لا تستجيبي لمشاعره
السلبية مثل البكاء، أو الإمساك بيديك عند وصوله المدرسة، بل يجب تسليمه للمشرفة
بنوع من الثقة وعدم إبداء مشاعر القلق والخوف عليه. وإذا لاحظت عدم استجابته واستمراره
في البكاء ورفض الدخول للمدرسة، فمن الأفضل في اليوم الأول بقائك معه بعض الوقت
داخل الصف حتى يألف المكان والزملاء، وإذا استدعى الأمر ابقي قريبة منه خارج الصف
بحيث يراك إذا شعر بالقلق. ولا تفكري في عودته معك إلى البيت بحجة أنه رفض البقاء
في صفه، وسيقلل من وطأة الموقف تفهم المدرسة والمشرفة ومساعدتك في ذلك، خصوصا أن
بعض المدارس تجعله يوما ترفيهيا ومناسبة للتعارف وتقليل الرهبة لدى التلاميذ.
6)
في كل الأحوال لا تتأخري
عن ميعاد استلام طفلك، ويمكنك أن تأخذيه مبكرا في اليوم الأول لتزداد مدة بقائه في
المدرسة بالتدريج خلال الأسبوع الأول حتى لا يشعر بأنكِ تركتيه فترة طويلة دون
الاهتمام به.
7)
استقبليه بابتسامة
حنون وحضن دافئ، وامتدحي سلوكه الإيجابي، ويمكنك أن تصنعي معه حوارا قصيرا عن
زملائه الذي تعرف عليهم أو اسم مُدرسته أو أي شيء آخر يشعره بالحميمية.
8)
أكدي باستمرار على
علاقته الايجابية بالمدرسة حتى لا يحبط الطفل لأي سبب خارجي، ولا تستخدمي العقاب كوسيلة
للتغلب على الخوف من المدرسة، لأن ذلك يزيد من المشكلة، كذلك عدم الإسراف في
الثواب المادي (كتقديم هدايا للطفل أو زيادة مصروفه) حتى لا يعتاد ذلك أو يؤدى
لابتزازه لكم مستقبلا.
9)
لا تقارني بينه وبين زملائه وقدرتهم على التكيف
مع البيئة المدرسية، لأن الأطفال يختلفون في استجاباتهم وقدراتهم.
10)
أوكلي إليه بعض المسئوليات البسيطة التي تشعره بأهميته
كالمساهمة في إعداد الوجبات، ترتيب مكانه، مساعدة أخوته في القيام بمهامهم.
_____________________________________
المقال منشور من قبل في جريدة القبس الكويتية
_____________________________________
المقال منشور من قبل في جريدة القبس الكويتية
تعليقات
إرسال تعليق