استشارة نفسية: أطفالي والفيسبوك

وصلتني هذه الاستشارة التي تقول صاحبتها:
صباح الخير دكتورة رضوى،
أشاهد في الآونة الأخيرة ظاهرة فتح حسابات على الفايسبوك للأطفال ومنهم بأعمار السبع سنوات والتسع سنوات ومنهم أقاربي وهذا الأمر يربكني ويجعلني أخاف على أولادي.
فهل فتح حسابات لأطفال في هذا السن أمر صحي وسليم لهم وهم في عمر خالي من النضوج الفكري؟
والمواقع الاجتماعية ساحة فيها من كل شيء، ما يصح لعمرهم وما لا يصح؟
تحدثت مع أم فتحت حساب لابنها وهو في السابعة من العمر وتقول لي هو يلح علي وأنا لن أمنعه حتى لا تبقى في باله .. فهل هذا صحيح؟
أيهما أصح: منع الطفل من المواقع الاجتماعية حتى لو ألح لبلوغه عمر معين أم فتح حساب له حتى لا يفتحه هو خفية؟
 ما هو العمر المناسب لخوضه عالم الانترنت والتواصل الاجتماعي؟
كيف نسيطر على محتوى ما يراه من إباحيات أو يقرأه من أفكار مشوهة؟
-------------------------------------
شكرا جزيلا لثقتك
* الفيسبوك مثل التليفزيون المفتوح على قنوات غير مشفرة ومثل شبكة الانترنت والموبايل وغيرهم من وسائل التواصل التي أصبحت تفرض نفسها علينا في الواقع بشكل مرعب ودون قدرة كبيرة مننا على التحكم فيها .. وعاجلا أو آجلا سوف يجد الطفل أو المراهق نفسه في مواجهة مع هذه الوسائل أو العوالم الافتراضية ولن يعصمه من الوقوع في أضرارها إلا أسلوب تنشئته، ومتابعة الأسرة له بشكل تربوي صحيح، ووصوله إلى مرحلة جيدة من النضج الانفعالي والجنسي والنفسي.

* وحتى نقلل من خطورة هذه الوسائل، أرى أن نؤجل امتلاك الطفل لها قدر المستطاع، ومن هنا سن السادسة أو السابعة هو مبكر جدا على أن يكون للطفل حساب شخصي على الفيسبوك أو حصوله على موبايل مثلا.

* وأمام إلحاح بعض الأطفال على ذلك، علينا كآباء أن نوضح لهم وظيفة كل وسيلة من هذه الوسائل وكيفية استخدامها ومدى احتياجه لها في هذا السن.

* محاولة إيجاد بدائل صحية أكثر، مثل تنمية مواهبه وهواياته وإدخال وسائل ترفيه أخرى مثل الرياضة أو الموسيقى أو الرسم أو أي شيء يمكن أن يجذبه.

* علينا أن نزيد من مساحة التواصل الواقعي مع أولادنا ونشاركهم الحياة اليومية وتفاصيلها حتى لا يشعروا بالفراغ وبالتالي البحث عن هذه الوسائل كبديل في التواصل مع الآخرين وبالتالي تعرضهم لأضرارها الجانبية الأخرى.

* ألا ننعزل نحن عنهم بالفيسبوك أو الموبايل وبالتالي يشعرون بالرغبة في تقليدنا وأن نوضح لهم دائما أن هناك جانب مهني أو عملي مهم في استخدامه.

* أتصور أن المرحلة الثانوية أو بداية الجامعة، هي سن مناسبة لدخول عالم الفيسبوك، وما قبل ذلك لابد أن يكون استخدام الانترنت بشكل عالم خاضع لرقابة ذكية من الأسرة حتى لا يكون بوابة لسلوكيات سابقة لسنهم أو تأخذهم لمساحة معتمة ومثير للقلق. فربما يكون مثلا السماح لهم لمدة ساعة فقط يوميا ومن كمبيوتر متاح للجميع وفي مكان يمكن رؤيته بسهولة، وليس على جهاز خاص به وفي غرفة مغلقة.

* مهم أن نوضح لأولادنا الجانب السييء من هذه الوسائل والمواقع والصور مثلا التي من الممكن أن تفتح أمامهم دون بحث منهم، وكيف يتصرف معها بأن يغلقها أو يستعين بأحد الأبوين، وأنها أشياء غير صحيحة يقوم بها بعض الأشخاص مثلما يكذب البعض أو يسرق مثلا وليس علينا التجاوب معها أو تقليدها.

* وفي النهاية، التربية ليست سهلة وتحتاج جهدا كبيرا من الأبوين وذكاء في التصرف وبناء علاقة حميمة مع الأولاد حتى لا يشعروا بالإهمال أو النفور وتتراكم داخلهم الرغبة في البوح والمشاركة بدون تأفف.

أتمنى لكم ولأولادكم صحة نفسية دائمة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أطفال الجنة .. حذاء صغير وقلوب كبيرة

أربع نساء يبحثن عن الحب

11 طريقة تعرف بها أن شريك حياتك يحبك