المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2016

الموت هرباً من الضرب

صورة
الطفلة السمراء التي تميل ملامحها إلى "الصبيان" أكثر منها إلى البنات! ملامح تخفي حزنا قديما أو ربما فقدانا نفسيا ما. "ريم مجدي" بطلة المصارعة ذات الـ15 عاماً التي ألقت بنفسها من السيارة هربا من ضرب أبيها لها، ما الذي تراكم داخلها على مدى سنوات جعل موقفا يتعرض له معظم الأطفال، سببا في فراقها للحياة؟ موقف كان من الممكن أن يمر بوجع مؤقت لولا ترسبات نفسية وانفعالية حادة خلقت منه "القشة" التي قسمت روح طفلة لا يعلم بمعاناتها إلا الله!         هل قاست "ريم" مثل معظم البنات في المجتمعات العربية، تمييزا عنصريا كونها بنتاً؟ هل كان أباها مثلا يتمنى "ولدا" يحمل اسمه ويخلد تاريخه الرياضي بدلا من البنات الثلاثة الذي رزق بهن؟! .. أم أن "ريم" اختارت الرياضة نفسها التي تفوق فيها والدها "مجدي كابوريا" بطل مصر والعالم في المصارعة لتكون قوية مثله، أو ربما لتهزم خوفها منه أو لتنافس تلك الصورة الأبوية القاسية ما دفعها لتعلم رياضة المصارعة ونيل بطولات مهمة مقارنة بصغر سنها؟!         تقول ريم: "كنت أتدرب مع الرجال لأظهر مها...

إنت شوارعي!

صورة
كنت، ومازلت، أشعر بالخجل والضيق من مفهوم «طفل شارع»، ذلك التعريف اللاإنساني الذي ينسبهم منذ البداية إلى مساحة جغرافية عابرة «الشارع» تجعل منهم أشخاصًا عابرين لا نتوقف أمام مشاكلهم واحتياجاتهم كثيرًا.   وبرغم بعض المحاولات لصك مصطلح آخر مثل «أطفال في خطر» أو «الأطفال بلا مأوى» أو «الأطفال المعرضون للانحراف» وغيرها من المفاهيم، إلا أن مصطلح «أطفال الشوارع» ظل هو السائد والدارج حتى الآن كأنه قدرهم.   مصطلح قاسٍ لإنسان فقد أبجديات الحياة العادية رغمًا عنه، فقد أسرته (رمزيًّا أو واقعيًّا) وأصبح الشارع هويته الجديدة والدائمة، يستمد منه معاييره وقيمه وسلوكياته وأخلاقياته ونسق تفكيره، ومع مرور الوقت تعلَّم كيف ينفصل تدريجيًّا عن المجتمع الأصلي ليصبح الشارع مجتمعًا جديدًا له.   حياة سارية المفعول في حين تعطلت كل حيواته الأخرى. ليس هذا فقط، وإنما يتحول الشارع إلى اسم لصيق باسمه الأصلي، وعنوان ليس للسكن والمبيت فحسب إنما للشخصية أيضًا، بكل ما تحمل كلمة «شارع» من معنى سلبي ومنفِّر في أذهان عامة الناس، فنحن حين نريد أن ننعت شخصًا ما بكونه وقحًا أو غير مؤدب، نقول إنه «إنت ش...

تعالوا نتكلم عن الجنس

الجنس .. كان ومازال أحد طلاسم الطبيعة الإنسانية، يرسم لنفسه ملامح بدائية محفورة من عمق الشهوة، ورهافة الحس، وحرارة الدفء الإنساني. يتخذ من الجسد جسراً للتواصل الحسي مع الشريك الآخر، ووسيلة فعالة للتعبير عن العواطف والمشاعر التي تسكن النفس. لذا تُعتبر العلاقة الجنسية بين طرفين مؤشراً إيجابياً على قوة ونجاح العلاقة.  يسكن معظمنا تجاه الجنس، مشاعر متناقضة ومحيرة ما بين الخجل، والكلام همساً، ونظرات الريبة والتحفز، وبين الإدانة والنقد اللاذع لمن يخوضون حديثا جنسيا من أي نوع، ومع ذلك، العيون تبحث سراً عن كل ما يتعلق به: أفلام، قصص، صور، مقاطع فيديو، بلوتوث، مواقع إباحية، أصدقاء وزملاء، نساء ورجال يتبادلون النكات الفاحشة والحوارات السرية. وعلى النقيض من ذلك، عندما نواجه مشكلة ما، فإن معظم الناس لا يعترفون بمشكلاتهم الجنسية ولا يسعون إلى حلها سواء مع أنفسهم أو مع الشريك، بل يحتفظون بها داخل غرفة سرية، لا يطلع عليها أحد، ظنا منهم أن إخفاءها أو تجاهلها أو القفز عليها هو الحل الصحيح، بينما الحقيقة أنها تظل حية ونابضة بالألم تنتهز أي فرصة للتعبير عن نفسها في جوانب أخرى من علاقتنا بأنفسنا أو...