هل يتحول الحب الفاشل إلى صداقة؟
بعد تجربة
حب خاضها الشريكان ولأسباب غالبا ما تكون مؤلمة، تتوقف بهم العلاقة أحيانا في منتصف
الطريق فتبقى داخل كل منهما مثل هاجس يطاردهما، أو ندبة تخلق في النفس إحساسا
مستمرا بالشجن!
للأسف، إن مفهوم الحب مشوه أصلا لدى
نسبة كبيرة من النساء والرجال، فالكثيرون لا يعرفون كيف يخوضون تجارب الحب، وأغلب
الناس يساوون بينه وبين العلاقة الجنسية البحتة، بينما ينقلب الحب لدى آخرين فجأة
إلى كراهية معلنة أو ضمنية كأن الفشل جرح نرجسي لذواتهم عليهم أن ينتقموا له من
الطرف الآخر!
حلول صعبة
لذا من الصعب أن تتحول علاقات الحب "المأزومة"
إلى صداقة، لأنها ببساطة فقدت أشياء مهمة وجوهرية اعتاد عليها الطرفان، وخسارة
مريرة لحالة من الاندماج والتوحد والانكشاف الكامل، ما يجعل علاقة الصداقة
المحتملة مشوهة ومتراجعة خطوات كثيرة للوراء، ومفرغة من محتواها العميق. إن العلاقة
الجديدة ربما تشبه الصداقة لكنها ليست صداقة حقيقية، فقد يلتقي الشريكان كثيرا ويتصافحان
ويسألان عن أحوال كل منهما من وقت لآخر، لكن شيئا ما تشوه وترك أثرا سلبيا من الصعب
تجاوزه، خصوصا إذا كان للعلاقة بُعد جسدي حميم!
حينما تفشل علاقة الحب يفكر البعض في
الانسحاب أو الابتعاد نهائيا عن الشريك والانفصال عنه عاطفيا ومحاولة تناسي تفاصيل
العلاقة التي قد تشعره بالحنين إليها، وربما يساعد نفسه بإقامة علاقة حب جديدة تحتوي
آلامه وأحلامه المحبطة، أو يفضل استكمال حياته بأي حلول أخرى عملية، والاكتفاء من
العلاقة السابقة بذكرى غائمة!
حنين
آخرون يؤرقهم الحنين ولا يستطيعون القفز بسهولة على مشاعر مازالت تنبض داخلهم رغم فشل العلاقة. لذا يحاولون الإبقاء على العلاقة في صورة أخرى لا تضطرهم لخسارة بعضهما البعض بشكل تام، فيرددون لأنفسهم والآخرين: نحن الآن أصدقاء.. لكن هل فعلا تتحول علاقة الحب الفاشلة إلى صداقة؟!
آخرون يؤرقهم الحنين ولا يستطيعون القفز بسهولة على مشاعر مازالت تنبض داخلهم رغم فشل العلاقة. لذا يحاولون الإبقاء على العلاقة في صورة أخرى لا تضطرهم لخسارة بعضهما البعض بشكل تام، فيرددون لأنفسهم والآخرين: نحن الآن أصدقاء.. لكن هل فعلا تتحول علاقة الحب الفاشلة إلى صداقة؟!
وقد يقبل البعض بهذه العلاقة الشبيهة بالصداقة
إذا كان يجمعه بشريكه السابق مجال عمل أو نشاط اجتماعي مشترك أو زواج سابق وبينهما
أطفال، بشرط توفر وعي ونضج نفسي وفكري عال، لكن ظلال العلاقة الأولى تبقى مثل شبح
مؤرق يصيب العلاقة بالشلل في بعض المرات أو إلى الأبد!
تعليقات
إرسال تعليق