متى وكيف تُقدم هدية رومانسية؟
 |
| اللوحة للفنانة السورية: هيا حلاق |
يمكن للهدايا أن تعزز التواصل مع الآخرين، أو تؤدي
إلى لحظات مربكة. وهناك دراسات كثيرة
تؤكد على دور الهدية في العلاقات الرومانسية، وكيف أن تبادل الهدايا في المناسبات
أو غيرها، يُحسن العلاقات العاطفية.
توضح دراسة Belk & Coon (1993) أسباب تقديم الهدية في بناء العلاقات، ووجد الباحثان أن الدافع
لتقديم الهدايا يختلف من مجرد معاملات بحتة ووسيط فعال إلى دور أكثر رمزية
وعاطفية. ينظر الرجال بصفة خاصة إلى تقديم الهدايا باعتبارها وسيلة للتبادل، أو محاولة
للحصول على خدمات جنسية. وفي المقابل تفضل النساء تلقي الهدايا لأسباب رمزية
وعاطفية. رغم ذلك، فإن العطاء يجعل العلاقة تنتقل من مجرد تبادل إلى تعبير عاطفي
ويعمل على تنميتها.
وكانت دراسة Huang and Yu (2000) أكثر دقة في اكتشاف دور الهدايا في تطوير العلاقات والحفاظ عليها بمرور
الوقت. وأشارت نتائجها إلى أن تقديم الهدايا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي أو سلبي
تبعاً لتكرار وكثافة الهدايا في كل مرحلة من مراحل العلاقة. فكلما كان تقديم
الهدية بمعدل معتدل ومتوازن، ضمن ذلك لصاحبها شعورا جيدا، وتعبيراً أفضل عن مشاعر
الحب للشريك، ويساعد أكثر في نجاح العلاقة. أما حين تُقَدم الهدايا بمعدل كبير جدا
أو نادراً، فإن القلق والمشاعر السلبية من شأنهما أن يفسدا العلاقة.
وفي دراسة أجراها حديثة Jonason, Tost, and Koenig (2012) وجد
الباحثون أن:
·
الرجال والنساء على حد سواء يستخدمون الهدايا كوسيلة للحفاظ على العلاقات
الشخصية فيما بينهم، وعلاقتهم بالآخرين.
·
تعتبر الهدايا في المقام الأول، طريقة للاحتفال بالمناسبات الخاصة، والتعبير
عن المودة، أو الاعتذار عن خطأ ما.
·
من المرجح أن الرجال يستخدمون الهدايا كوسيلة لإبقاء شركائهم ملتزمين بهم.
·
الرجال الذين يشعرون بالخجل أو يفتقرون إلى الثقة بالنفس، غالباً ما يستخدمون
الهدايا كطريقة للتواصل بمودة واهتمام.
·
تقديم الهدية هو شكل من أشكال التعبير العاطفي في العلاقات التي تصبح أكثر
أهمية مع مرور الوقت. كما أنها طريقة مناسبة لكلا الشريكين للحفاظ على علاقتهما
بالآخرين، والمساعدة على ضمان الإخلاص بين الأصحاب.
·
وأخيراً، يستخدم بعض الرجال الهدية كطريقة لإنشاء وتصعيد العلاقات الجنسية،
من خلال مبدأ التبادل والمعاملة بالمثل، لا سيما في المراحل الأولى من تاريخها. وبالتالي،
يعتمد الدافع لتقديم وتلقى الهدايا على نوع الجنس ومرحلة العلاقة بين الأشخاص.
متى وكيف ينبغي أن تعطي هدية رومانسية؟
هنا بعض المبادئ العامة لتقديم وتلقي الهدايا بين لأصدقاء،
والأحبة بطريقة ناجحة ومُرضية:
للحكم عل هدية ما بأنها مناسبة ومؤثرة، يتطلب ذلك النظر
إلى مرحلة العلاقة. بعبارة أخرى، تقديم الهدية لشريك في علاقة جديدة يختلف جدا عن
شراء هدية لشريك في علاقة قائمة بالفعل ولها تاريخ. تعتبر الهدايا أكثر من مجرد صفقة تبادل أو معاملة
بالمثل، كأن يشتري بعض الذكور هدية سخية بهدف تطوير علاقة ما. مثل هذه الهدية ربما
تخلق لديه شعورا جيدا، لكنها على الأغلب لن تترك التأثير المرغوب على الطرف الآخر.
لأن تقديم الهدايا الكبيرة في العلاقات الجديدة، ربما يُشعر الشريك بالقلق ولا
يعطي النتائج المرجوة منها. الهدية التي تٌقدم في بداية العلاقة، ينبغي أن تكون غير
مكلفة نسبياً، ومتبادلة، ومدروسة إلى حد ما، وتراعي اهتمامات الطرف الآخر. إذا كنت ترغب في زيادة الجاذبية والعاطفة في علاقتك الخاصة،
يمكنك مشاركة حبيبك أنشطة مثيرة أو محفزة، فهي تعمق الرغبة أكثر من الهدايا باهظة
الثمن. في العلاقات الراسخة، تقديم هدية يصبح أكثر عاطفية
ورمزية. وتستخدم الهدايا كتعبير عن التقدير والامتنان، مصحوبة بعبارات الحب. فيما يخص الرجال، قد تكون الهدايا أيضا وسيلة للمساعدة
في التعبير عن قيمة الأصدقاء وإبقائهم منتبهين إليهم. هذه الإستراتيجية في الإهداء قد لا تعمل بالطريقة نفسها مع
النساء، ومع ذلك فالمرأة مثل الرجل في أنها غالباً ما تستجيب بشكل أفضل للعلاقة
الجنسية للحفاظ على اهتمام شريكها. إن تقديم الهدية هو شيء رمزي أكثر، ووظيفته تنظيم العلاقة
طويلة المدى. وغالباً ما تكون هذه الهدايا، تعبيرات أحادية عن الحب، دون أن يطلب الشريك
مقابلها بشكل فوري. كُنّ متأكدا من أن هديتك سوف تعزز علاقتك بشريك حياتك،
وأنه سوف يشعر بالامتنان والتقدير لك فلا تزعجه بالزهو أو التباهي بذلك.
__________________________
ترجمة: رضوى فرغلي / دكتوراه علم نفس / استشارية علاج نفسي
وتم نشره من قبل في بوابة جريدة الأهرام
المقال الأصلي:
وتم نشره من قبل في بوابة جريدة الأهرام
المقال الأصلي:
?What Message
Do Your Gifts Send
Published on
November 30, 2014 by Jeremy Nicholson,
Ph.D. in The
Attraction Doctor
تعليقات
إرسال تعليق